الشهوة البهيمية
![]() |
الشهوة البهيمية |
في الآونة الأخيرة ترصدتنا أخبار صعق الجميع منها، فهي بمثابة خلل فيزيولوجي ضد الطبيعة البشرية، لهذا أسميته «البهيمي»، فالله خلقنا كائنات تتعايش وتتوالد بالتزاوج المعروف دينيا وعلميا ومنطقيا، أما في عصرنا الحالي وفي القرن الواحد والعشرين تقدمنا وصرنا ننهك أجسادا ضعيفة تخلو من الإثارة تحت عنوان الضغط النفسي أو بالأصح المرض النفسي.
فبأثر هذه التقدمات يموت في الضمير كل يوم مقدار شعرة حتى يتلاشى صوته من العبث والضياع وينمو بداخلنا حقد على الدنيا والظروف فيتحولون لأقذع الشباب.
سبحنا خيالنا لعيش أفزع الصور انتهاكا، لطفل ينزع منه ثوب الطفولة، وينضج قبل الأوان، أما نحن فنجلس القرفصاء نصك أوجهنا، شاهدت بكاءه، لم يكن يبكي ألما بل يبكي موتا، هو بكاء حـداد لا مرض، فراق لا عراك.
ذهلت من ظلم المشهد، التصقت قدمي بمكاني شلت أناته حركتي، دموعه وحرارته تمزق وجهي فصرت أزمجر من دون حراك، فإذا ناقشنا هذا الأمر نجـد كـالمـعـنـاد طرفين مضادين :
طرف حاسم بـأنـه شـيـطـان يـجـب رجمه لكي ينتهي هذا الكابوس، ولكن السؤال لذي يطرح نفسه هل نهاية الكابوس أم بدايته ؟
أما الطرف الثاني رافض للفكرة أم قد يكون من أجـل إبـراز كيـنـونـتـه يقول إنه ليس ضحية طبيعية، وأن علينا أن نفهم مصدر سلوكه، وأن يقدم تفسيرات لأنه يحظى بحق الرد بالطبع فنحن قوم حلبنا سياسات التبرير.
من منظور العدالة الموت الحاتم يستحق رقبة الظالم، في ما مضى كان الإعدام بالنسبة لي شيئا صعبا، ليس للبشر حق في تطبيقه فهذه سلطة ربانية، لكن في مثل هذه المعضلة نجده من مسلمات حق الضحية، ومن منظور إنساني نراف لحال جسد وروح مصيرهما الموت الذلول، فنصل لدائرة مغلقة.
من زاويتي المتواضعة :
العدالة حقت في حكمها، لكن لا تجب الاستهانة بالفكرة، فلقد يتطاير الموضوع كالكحول في فترة أقل مما يستحقها، فإذا حقت في الواقع من الممكن تكرارها، يجب علينا تنوير عقول الشباب والآباء والأهل والذكور .
وأن نقترب من المصدر الروحاني فالابتعاد عنه يولد انفجارا وتطبعا حيوانيا، فبالرغم من قسوة العقاب فهو لا يعوض شيئا للمنتهك.
لا نريد التفنن في توجيه أصابع الاتهام، نريد فقط تقليع هذا الكبت الدفين، فالاعتياد على هذا الأمر لعنة تحرمنا أشياء كثيرة.
وفـي الأخـيـر، سـنـظـل دائـمـا نـأمـل بـغـد مضاء وعلى يقين بأن هناك محاكمة حقة ومحاكمة عادلة.
#لنكن_أصدقاء | #مجتمع | #طابوهات | #أحوال_الناس
سناء اليماني
تعليقات: 0
(يمكنك التعليق برابط صورة او فيديو)